top of page

قبل ما يقارب الأربعة قرون، أشعل ثلة من الرجال الشجعان طريقة جديدة في التفكير مجردة من العواطف والأهواء الشخصية، طريقة نسميها اليوم وبشكل مألوف "المنهج العلمي"، وهي مقاربة دقيقة تم تطويرها وتراكمه على مدى القرون الأربعة الماضية. وبخلاف الطرق الفلسفية والتأملية والشاعرية لتفسير العالم، اعتمد العلم بشكل قاطع على اجراء التجارب والمشاهدات بدلاً من التفكير التأملي المجرد، وهذا ما منحنا تقدماً حقيقياً بشكل تصاعدي كالصاروخ، وحسن فهمنا للعالم بشكل لا جدال فيه. والعلم ليس أيدولوجيا ولا فلسفة ولا دين ولا وطن له ولا هو معادي لشيء ولا منافس لشيء ولا يهدف للسيطرة على شيء، ومع ذلك فرض نفسه في مختلف بقاع الأرض، لأنه ببساطة أخبرنا ما هو الواقع سواء عجبنا ذلك أم لا. لا يقبل العلم بالخرافات والماورائيات، فمن الأفضل، عندما لا نفهم، أن نقبل بالشك واللايقين والتعايش معهما بدلاً من إضافة الخرافات والأماني البشرية لسد الفجوات. نعم، قد يكون الشك مؤلم للبعض، ولكنه أمين وثمرة من ثمار ما عرفنا عن هذا العالم حتى الآن أتمنى أن يشعل هذا الكتاب شيئا من فضولك

٢٠٢٢٠٩٠١_٢٠٤١٢٩ - Copy.jpg
bottom of page